الأربعاء، 15 مايو 2013

إكتئاب ما بعد الولادة : أسبابه، تشخيصه، و كيفية علاجه



هذا المقال كتبته و نشرته في موقع أنا حامل
حقوق الملكية محفوظة

بعد رحلة حمل طويلة و ولادة شاقة تبدأ خطواتك الأولى نحو عالم الأمومة، عالم جديد مليء بالتحديات و الآمال.
عادة ما تكون أيامك الأولى بعد الولادة مليئة بمشاعر مختلطة ما بين فرحة عارمة و حزن شديد ؛ فكما تفرح الأم برؤية مولودها و تسعد بالحياة الجديدة التي شاركت هي و زوجها في تأسيسها، تشعر أيضا بحزن و إرهاق بدني و عقلي فبعد مشوار متعب من الحمل كانت تعتقد فيه أن الراحة ستأتي بعد الولادة تقضي الآن ليال خالية من النوم و نهار خالي من الراحة
من الطبيعي أن تشعر الأم الجديدة بمخاوف و قلقل أو حتى بإكتئاب خفيف يسمى " أحزان الولادة "  و لكن إن تطورت تلك المشاعر لإكتئاب حاد و مزمن إستمر أكثر من ثلالثة أسابيع فإنها تدخل فيما يسمى بـ " إكتئاب ما بعد الإنجاب " ا

أسباب إكتئاب ما بعد الولادة

في حقيقة الأمر، ليس هناك أسباب بعينها تؤدي لإكتئاب ما بعد الولادة و لكن تم حصر بعض الأسباب من أهمها : ا 

ا1-  بعد الولادة تتغير معدلات هرمون البروجستيرون و الإستروجين في جسم الأم بسرعة كبيرة و ذلك التغيير السريع من شأنه أن يسبب للأم اضطرابات مزاجية و تقلبات و حزن غير مبرر فهي لا تستطيع بعد التأقلم مع التغييرات الهرمونية التي تحدث لديها


ا2- مهما كانت نوع الولادة فلا بد أن تشعر الأم بالتعب و الضعف الجسدي و تجد صعوبة في دخول الحمام حتى و إن لم يلجأ الطبيب للغرز، كما أنه من الطبيعي أن تدوم فترة النزيف لبضع أسابيع، و هذا من شأنه أن يقلق الكثير من الأمهات الجدد و تدور في أذهانهن أفكار مفزعة يعتقدن أن ولادتهن لم تتم بشكل صحيح أو أن الطبيب ليس ماهرا أو أن هناك مشكلة في إلتئام الجرح كما تقلق بعضهن لشدة النزيف و تتخيل لو أن لديها مشكلة في تقلص الرحم، فيؤدي كثرة القلق و التفكير و الضغط النفسي مع الوهن الجسدي إلى الدخول في دائرة من الإكتئاب النفسي الحاد

ا3-  قد تشعر بعض الأمهات بنقص الخبرة في التعامل مع مولودها الجديد فتلوم 
نفسها باستمرار و تشعر بالتقصير تجاهه و تتهم نفسها أنها ليست أما صالحة

ا4- وعلى عكس ما سبق قد تشعر الأم بأنها تخدم طفلها ليل نهار و تؤدي واجباتها المنزلية في نفس الوقت، في حين أنها هي التي في حاجة لمن يخدمها، و في النهاية قد لا تجد مقابل سوى الحرمان من النوم و قلة الراحة  و أحيانا عدم التقدير

أعراض إكتئاب ما بعد الولادة 

ا1-  الحزن الشديد لدى الأم
ا2- البكاء المستمر للأم
ا3- إن كانت تفرح للحظات ثم تكتئب فورا دون مبرر
ا4- إن كانت تجد صعوبة في أن تضحك
ا5- إن كانت تجد مشكلة في خلق علاقة إرتباط قوية مع رضيعها
ا6- شعورها بالوحدة 
ا7- شعورها بالذنب و كثرة لوم نفسها
ا8- المزاج المتقلب و العصبية الشديدة
ا9- الإجهاد و التعب المستمر

الأمهات الأكثر عرضة للإكتئاب بعد الإنجاب

جميع النساء معرضة لهذا النوع من الإكتئاب حتى و إن كن مررن بولادة سابقة دون أن يظهر عليهم أي أعراض للإكتئاب، و لكن أكثر النساء عرضة لهذا النوع من الاكتئاب هن :- ا

من سبق لها الإصابة بالإكتئاب في فترة الحمل أو بعد الزواج
من تعرضت لحمل غير مخطط له
من كانت تصاب بإضطرابات تسبق الدورة الشهرية

من لا تتمتع بمشاركة زوجها في واجباتها المنزلية أو في العناية بولودها
من لا تجد الدعم من أهلها

التشخيص و العلاج

إن ظهرت على الأم أي من أعراض الإكتئاب المذكورة فعليها ألا تتردد في زيارة الطبيب النفسي أو حتى التحدث مع طبيب النساء حتى تتم معالجة الأمر قبل أن يخرج عن السيطرة
و حتى تتأكدي إن كنت حقا تعاين من اكتئاب ما بعد الولادة أم أنها فقط أحزان عادية فيمكنك اللجوء لإختبار "إدنبره " الذي يستخدمه الأطباء النفسيون لتشخيص حالات اكتئاب ما بعد الولادة و يتكون الاختبار من عشرة أسألة مزودة باختيارات و يتم حساب مجموع النقاط في النهاية للتأكد من وجود الأعراض أو عدمها:
يمكنك مشاهدة الاختبار على الرابط التالي :

و لعلاج الإكتئاب بعد الولادة سينصحك الطبيب أولا بالتحدث معه عن كل ما يحزنك و سيطلب منك البوح بكل مشاعرك و إخباره بمخاوفك و أفكارك و هذا في حد ذاته يعد جزءً من العلاج فإن لم ترتاحي بعد البوح فسيطلب منك أولا أن تتبعي نظاما غذائيا صحيا و تكثري من تناول الخضراوات و الفاكهة و أن تهتمي بنومك و أن تنامي كلما نام طفلك و تستيقظي معه لا أن تؤدي واجباتك أثناء نومه و سيزودك ببعض النصائح لتحسين مزاجك، فإن لم يجدي كل هذا معك فيمكن أن يكتب لك دواء يقوم بضبط التغييرات الهرمونية التي تسبب لك القلق و تعكر مزاجك.





-->

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق